السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
كانأهل بابل ينعمون برغد العيش و يتفيئون ظلال النعمة و لكنهم نحثوا الاصنامبأيديهم وجعلوها أربابا،و عكفوا على عبادتها من دون الله الذي خلقهم وأسبغ عليهم نعمه٠
وكان نمرود بن كنعان بن كوش قابضا على زمام الملك فيبابل،و لما ر أى ما وصل إليه القوم من جهل،و ما ران على قلوبهم من عمه،دعا الناس إلى عبادته في وسط هذه البيئة الفاسدة،و في بلدة فدام آرام منهذه المملكة ولد إبراهيم لأبيه آزر،ثم آتاه الله الرشد،وهداه إلى الحق وأدرك أن الله تعالى هو خالق كل شئ وأن تلك التماثيل لا تغني عنهم من اللهشيئا, لذلك عزم على تخليص قومه من براثن الجهل ودعوتهم إلى توحيد الله
وقدكان إبراهيم مفعم النفس بالإيمان بالله, مؤمنا بما أوحي إليه من بعث الناسبعد موتهم، وحسابهم في حياة أخرى على أعمالهم، ولكنه أراد أن يزداد بصيرةوإيمانا، وتطلع إلى أن يلمس الآية البينة على البعث ٠ فسأل ربه أن يريهكيف يحيي الموتى بعد موتهم، وبعثهم بعد فناء أجسامهم؟ فقال الله له:أو لمتؤمن، فقال:بلى قد أوحيت إلي، وآمنت وصدقت، ولكن تاقت نفسي للعيان، ليطمئنقلبي، ويزداد يقيني٠
فأجاب الله سؤاله وأمره أن يأخذ أربعة من الطير،ويضمها إليه، ليتعرف أجزاءها، ويتأمل خلقها، ثم يجعلها أجزاء ويفرقهاأشلاء، ويجعل على كل جبل منهن جزأ ثم يدعوهن إليه، فيأتينه سعيا بإذن الله
فلمافعل صار كل جزء ينضم إلى مثله، وعادت الأشلاء كل في مكانه، وسرعان ما سرتفيها الحياة وهو يرى آياته البينة، وقدرته الباهرة التي لا يعجزها شئ فيالسماوات ولا في الأرض٠
فهذه الطيور قد أزهق روحها، ومزق أجسادها بيده،ثم تناثرت أشلاؤها وتفرقت أعضاؤها على عينه، ولما دعاها أقبلت عليه، ومامن أحد يرى ذلك ثم يساوره شك في قدرة الله تعالى على بعث الموتى منمرقدهم، ونشرهم من قبورهم سبحانه إذا أراد شيئا فلا مرد له وهو العزيزالحكيم
المصدر كتاب قصص القران لمحمد أحمد جاد المولى