النور لخدمات الكمبيوتر والشبكات
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم ندعوك للتسجيل فى المنتدى لكى تتمكن من رؤية الروابط فى منتدانا وشكراااااااااااا لك على زيارة منتدى النور
النور لخدمات الكمبيوتر والشبكات
أهلا ومرحبا بك زائرنا الكريم ندعوك للتسجيل فى المنتدى لكى تتمكن من رؤية الروابط فى منتدانا وشكراااااااااااا لك على زيارة منتدى النور
النور لخدمات الكمبيوتر والشبكات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النور لخدمات الكمبيوتر والشبكات

أهلا ومرحبا بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نوح عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
joker.eg
مدير المنتدى
joker.eg


عدد المساهمات : 750
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
الموقع : https://alnur.yoo7.com

نوح عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: نوح عليه السلام   نوح عليه السلام Emptyالأحد ديسمبر 12, 2010 10:37 am

نبذة:

كاننوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوهوكذبوه، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس،واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتىيرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلىكفرهم، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجامن كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين.



المسيرة
سيرته:

حال الناس قبل بعثة نوح:

قبلأن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح، عاشوا زمنا ثمماتوا، كانت أسماء الرجال الخمسة هي: (ودَّ، سُواع، يغوث، يعوق، نسرا).بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم، ومضى الوقت..ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناءالأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغلإبليس الفرصة، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر علىالضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام:

كاننوح كان على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياءمؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختارهالله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته:

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ

بهذهالجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناكإله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة.يوم عظيم، فيه عذاب يوم عظيم.شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غيرإله واحد هو الخالق. أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا، وأن الوقت قدجاء ليتوقف هذا الخداع، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان. كيف خلقه، ومنحهالرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.

تحركقوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراءوالبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياءوالكبراء، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاععلى ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح.

في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم:

فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا

قال تفسير القرطبي: الملأ الذين كفروا من قومه هم الرؤساء الذين كانوا في قومه. يسمون الملأ لأنهم مليئون بما يقولون.

قال هؤلاء الملأ لنوح: أنت بشر يا نوح.

رغمأن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولامن البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسلالله رسولا من الملائكة.. استمرت الحرب بين الكافرين ونوح.

فيالبداية، تصور الكفرة يومها أن دعوة نوح لا تلبث أن تنطفئ وحدها، فلماوجدوا الدعوة تجتذب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة بدءوا الهجومعلى نوح من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غيرالفقراء والضعفاء والأراذل.

هكذا اندلع الصراع بين نوح ورؤساءقومه. ولجأ الذين كفروا إلى المساومة. قالوا لنوح: اسمع يا نوح. إذا أردتأن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك. إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوموأغنياؤهم.. ويستحيل أن تضمنا دعوة واحدة مع هؤلاء.

واستمع نوحإلى كفار قومه وأدرك أنهم يعاندون، ورغم ذلك كان طيبا في رده. أفهم قومهأنه لا يستطيع أن يطرد المؤمنين، لأنهم أولا ليسوا ضيوفه، إنما هم ضيوفالله.. وليست الرحمة بيته الذي يدخل فيه من يشاء أو يطرد منه من يشاء،إنما الرحمة بيت الله الذي يستقبل فيه من يشاء.

كان نوح يناقش كلحجج الكافرين بمنطق الأنبياء الكريم الوجيه. وهو منطق الفكر الذي يجردنفسه من الكبرياء الشخصي وهوى المصالح الخاصة.

قال لهم إن اللهقد آتاه الرسالة والنبوة والرحمة. ولم يروا هم ما آتاه الله، وهو بالتاليلا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن كلمة لا إله إلا الله لاتفرض على أحد من البشر. أفهمهم أنه لا يطلب منهم مقابلا لدعوته، لا يطلبمنهم مالا فيثقل عليهم، إن أجره على الله، هو الذي يعطيه ثوابه. أفهمهمأنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله، وأن له حدوده كنبي. وحدوده لاتعطيه حق طرد المؤمنين لسببين: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف يطردمؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله، ويجازي من طردهم، فمنالذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه لهبطرد المؤمنين جهل منهم.

وعاد نوح يقول لهم أنه لا يدعى لنفسهأكثر مما له من حق، وأخبرهم بتذللـه وتواضعه لله عز وجل، فهو لا يدعيلنفسه ما ليس له من خزائن الله، وهي إنعامه على من يشاء من عباده، وهو لايعلم الغيب، لأن الغيب علم اختص الله تعالى وحده به. أخبرهم أيضا أنه ليسملكا. بمعنى أن منزلته ليست كمنزلة الملائكة.. قال لهم نوح: إن الذينتزدري أعينكم وتحتقر وتستثقل.. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطلأجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهمعليه ويؤاخذهم به.. أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.

وسئم الملأ يومها من هذا الجدل الذي يجادله نوح.. حكى الله موقفهم منه في سورة (هود):

قَالُواْيَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَاتَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمبِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلاَ يَنفَعُكُمْنُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَنيُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) (هود)

أضافنوح إغواءهم إلى الله تعالى. تسليما بأن الله هو الفاعل في كل حال. غيرأنهم استحقوا الضلال بموقفهم الاختياري وملئ حريتهم وكامل إرادتهم..فالإنسان صانع لأفعاله ولكنه محتاج في صدورها عنه إلى ربه. بهذه النظرةيستقيم معنى مساءلة الإنسان عن أفعاله. كل ما في الأمر أن الله ييسر كلمخلوق لما خلق له، سواء أكان التيسير إلى الخير أم إلى الشر.. وهذا منتمام الحرية وكمالها. يختار الإنسان بحريته فييسر له الله تعالى طريق مااختاره. اختار كفار قوم نوح طريق الغواية فيسره الله لهم.

وتستمرالمعركة، وتطول المناقشة بين الكافرين من قوم نوح وبينه إذا انهارت كل حججالكافرين ولم يعد لديهم ما يقال، بدءوا يخرجون عن حدود الأدب ويشتمون نبيالله:

قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) (الأعراف)

ورد عليهم نوح بأدب الأنبياء العظيم:

قَالَيَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّالْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْوَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) (الأعراف)

ويستمرنوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام.ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضربلهم الأمثال. ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات، وكلمادعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم فيآذانهم واستكبروا عن سماع الحق. واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنةإلا خمسين عاما.

وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد، بينما يزيدعدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم،وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغدرجة اليأس. ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبلالطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمر الطويل لنوح معجزة خاصة له.

وجاء يوم أوحى الله إليه، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم. ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك:

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) (نوح)

برر نوح دعوته بقوله:

إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (26) (نوح)

الطوفان:

ثمأصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان. أخبر الله تعالى عبده نوحاأنه سيصنع سفينة (بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) أي بعلم الله وتعليمه، وعلىمرأى منه وطبقا لتوجيهاته ومساعدة الملائكة. أصدر الله تعالى أمره إلىنوح: (وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ)يغرق الله الذين ظلموا مهما كانت أهميتهم أو قرابتهم للنبي، وينهى اللهنبيه أن يخاطبه أو يتوسط لهم.

وبدأ نوح يغرس الشجر ويزرعه ليصنعمنه السفينة. انتظر سنوات، ثم قطع ما زرعه، وبدأ نجارته. كانت سفينة عظيمةالطول والارتفاع والمتانة، وقد اختلف المفسرون في حجمها، وهيئتها، وعددطبقاتها، ومدة عملها، والمكان الذي عملت فيه، ومقدار طولها، وعرضها، علىأقوال متعارضة لم يصح منها شيء. وقال الفخر الرازي في هذا كله: أعلم أنهذه المباحث لا تعجبني، لأنها أمور لا حاجة إلى معرفتها البتة، ولا يتعلقبمعرفتها فائدة أصلا. نحن نتفق مع الرازي في مقولته هذه. فنحن لا نعرف عنحقيقة هذه السفينة إلا ما حدثنا الله به. تجاوز الله تعالى هذه التفصيلاتالتي لا أهمية لها، إلى مضمون القصة ومغزاها المهم.

بدأ نوح يبنيالسفينة، ويمر عليه الكفار فيرونه منهمكا في صنع السفينة، والجفاف سائد،وليست هناك أنهار قريبة أو بحار. كيف ستجري هذه السفينة إذن يا نوح؟ هلستجري على الأرض؟ أين الماء الذي يمكن أن تسبح فيه سفينتك؟ لقد جن نوح،وترتفع ضحكات الكافرين وتزداد سخريتهم من نوح. وكانوا يسخرون منه قائلين:صرت نجارا بعد أن كنت نبيا!

إن قمة الصراع في قصة نوح تتجلى فيهذه المساحة الزمنية، إن الباطل يسخر من الحق. يضحك عليه طويلا، متصورا أنالدنيا ملكه، وأن الأمن نصيبه، وأن العذاب غير واقع.. غير أن هذا كله مؤقتبموعد حلول الطوفان. عندئذ يسخر المؤمنون من الكافرين، وتكون سخريتهم هيالحق.

انتهى صنع السفينة، وجلس نوح ينتظر أمر الله. أوحى الله إلىنوح أنه إذا فار التنور هذا علامة على بدء الطوفان. قيل في تفسير التنورأنه بركان في المنطقة، وقيل أن الفرن الكائن في بيت نوح، إذا خرج منهالماء وفار كان هذا أمرا لنوح بالحركة.

وجاء اليوم الرهيب، فارالتنور. وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وهبط جبريل عليه السلامإلى الأرض. حمل نوح إلى السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين، بقراوثورا، فيلا وفيلة، عصفورا وعصفور، نمرا ونمرة، إلى آخر المخلوقات. كاننوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة. وساق جبريل عليه السلام أمامهمن كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وهذا معناهأن الطوفان أغرق الأرض كلها، فلولا ذلك ما كان هناك معنى لحمل هذه الأنواعمن الحيوان والطير. وبدأ صعود السفينة. صعدت الحيوانات والوحوش والطيور،وصعد من آمن بنوح، وكان عدد المؤمنين قليلا.

لم تكن زوجة نوح مؤمنةبه فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح، فلم يصعدهو الآخر. وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى، فلم تصعد. وصعدالمؤمنون. قال ابن عباس، رضي الله عنهما: آمن من قوم نوح ثمانون إنسانا.

ارتفعتالمياه من فتحات الأرض. انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلهاالأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدتالبحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض. وغرقتالكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه.

ارتفعت المياه أعلى منالناس. تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال، وغطت سطح الأرض كله. وفي بدايةالطوفان نادى نوح ابنه. كان ابنه يقف بمعزل منه. ويحكي لنا المولى عز وجلالحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهماالموج فجأة.

نادى نوح ابنه قائلا: يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
ورد الابن عليه: قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء
عاد نوح يخاطبه: قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ

وانتهى الحوار بين نوح وابنه:

وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ


انظرإلى تعبير القرآن الكريم (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ) أنهى الموجحوارهما فجأة. نظر نوح فلم يجد ابنه. لم يجد غير جبال الموج التي ترتفعوترفع معها السفينة، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه. وشاءت رحمة الله أنيغرق الابن بعيدا عن عين الأب، رحمة منه بالأب، واعتقد نوح أن ابنه المؤمنتصور أن الجبل سيعصمه من الماء، فغرق.

واستمر الطوفان. استمريحمل سفينة نوح. بعد ساعات من بدايته، كانت كل عين تطرف على الأرض قد هلكتغرقا. لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينةنوح، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض. وأنواع الحيواناتوالطيور التي اختيرت بعناية. ومن الصعب اليوم تصور هول الطوفان أو عظمته.كان شيئا مروعا يدل على قدرة الخالق. كانت السفينة تجري بهم في موجكالجبال. ويعتقد بعض العلماء الجيولوجيا اليوم إن انفصال القارات وتشكلالأرض في صورتها الحالية، قد وقعا نتيجة طوفان قديم جبار، ثارت فيه المياهثورة غير مفهومة. حتى غطت سطح الجزء اليابس من الأرض، وارتفعت فيه قيعانالمحيطات ووقع فيه ما نستطيع تسميته بالثورة الجغرافية.

استمرطوفان نوح زمنا لا نعرف مقداره. ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عنالإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء، وإلى أخشاب السفينة أن ترسوعلى الجودي، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق. طهر الطوفان الأرضوغسلها. قال تعالى في سورة (هود):

وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِيمَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُوَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(44) (هود)

(وَغِيضَ الْمَاء) بمعنى نقص الماء وانصرف عائدا إلىفتحات الأرض. (وَقُضِيَ الأَمْرُ) بمعنى أنه أحكم وفرغ منه، يعني هلكالكافرون من قوم نوح تماما. ويقال أن الله أعقم أرحامهم أربعين سنة قبلالطوفان، فلم يكن فيمن هلك طفل أو صغير. (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ)بمعنى رست عليه، وقيل كان ذلك يوم عاشوراء. فصامه نوح، وأمر من معهبصيامه. (وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي هلاكا لهم. طهرالطوفان الأرض منهم وغسلها. ذهب الهول بذهاب الطوفان. وانتقل الصراع منالموج إلى نفس نوح.. تذكر ابنه الذي غرق.

لم يكن نوح يعرف حتىهذه اللحظة أن ابنه كافر. كان يتصور أنه مؤمن عنيد، آثر النجاة باللجوءإلى جبل. وكان الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يتم.. فلم يعرف نوح حظ ابنهمن الإيمان. تحركت في قلب الأب عواطف الأبوة. قال تعالى في سورة (هود):

وَنَادَىنُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَالْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) (هود)

أراد نوح أنيقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين. وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين.قال الله سبحانه وتعالى، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرة الأولى:

يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَتَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَالْجَاهِلِينَ (46) (هود)

قال القرطبي -نقلا عن شيوخه من العلماء-وهو الرأي الذي نؤثره: كان ابنه عنده -أي نوح- مؤمنا في ظنه، ولم يك نوحيقول لربه: (إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي) إلا وذلك عنده كذلك، إذ محال أنيسأل هلاك الكفار، ثم يسأل في إنجاء بعضهم. وكان ابنه يسرّ الكفر ويظهرالإيمان. فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب. أي علمتمن حال ابنك ما لم تعلمه أنت. وكان الله حين يعظه أن يكون من الجاهلين،يريد أن يبرئه من تصور أن يكون ابنه مؤمنا، ثم يهلك مع الكافرين.

وثمةدرس مهم تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه. أراد اللهسبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله، لأنه لم يؤمنبالله، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس. ابن النبي هو ابنه فيالعقيدة. هو من يتبع الله والنبي، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه.هنا ينبغي أن يتبرأ المؤمن من غير المؤمن. وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بينالمؤمنين صلات العقيدة فحسب. لا اعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أوالأرض.

واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط منالسفينة محاطا ببركة الله ورعايته. وهبط نوح من سفينته. أطلق سراح الطيوروالوحش فتفرقت في الأرض، نزل المؤمنون بعد ذلك. ولا يحكي لنا القرآنالكريم قصة من آمن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نوح عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لوط عليه السلام
»  أدم عليه السلام
» قصة آدم عليه السلام
» هود عليه السلام
» قصة اليسع عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
النور لخدمات الكمبيوتر والشبكات :: إســـــــــــــــــــــــــــــلامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى :: قصص الانبياء-
انتقل الى: