joker.eg مدير المنتدى
عدد المساهمات : 750 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : https://alnur.yoo7.com
| موضوع: تفسير آية الكرسي السبت ديسمبر 11, 2010 12:33 pm | |
| تفسير آية الكرسي الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقولالم حرف و لكن ألفٌ حرف و لامٌ حرف و ميمٌ حرف " رواه الترمذي و قالحديثٌ حسنٌ صحيح.
و في صحيح البخاري من حديث أُبي بن كعب أن رسولالله صلى الله عليه و سلم قال في ءاية الكرسي "إنها سيدة ءاي القرءان"، وذلك لما احتوت عليه من المعاني العظيمة التي فيها توحيد الله تبارك وتعالى و إثبات علم الله المحيط بكل شىء و أنه لا أحد سواه يحيط بكل شىءٍعلماً و إثبات أن الله تعالى لا يعتريه عجز و لا سِنة أي نعاس و لا نوم.
وقد سئل بعض العارفين عن الخالق فقال للسائل: إن سألت عن ذاته فليس كمثلهشىء و إن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواًأحد و إن سألت عن إسمه فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادةهو الرحمن الرحيم و إن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله يغيرأحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.
فما هي هذه المعانيالعظيمة التي تحويها ءاية الكرسي { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } أيأنه لا شىء يستحق العبادة سوى الله و العبادة هنا هي نهاية التذلل لله أوبعبارة أخرى غاية الخشوع و الخضوع لله تعالى يقول ربنا تبارك وتعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} و يقول أيضاً {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُالرَّحِيمُ } و وجود العالم دليلٌ على وجود الله فإنك إذا تأملت هذاالعالم ببصرك لوجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يُحتاج إليهفالسماء مرفوعة كالسقف و الأرض مبسوطة كالبساط و النجوم منضوضةٌكالمصابيح و صنوف الدواب مسخرةٌ للراكب مستعملةٌ في المرافق.
{الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وصف الله نفسه بأنه حي و حياة الله أزليةٌ لابداية لها و أبديةٌ لا نهاية لها ليست حياةً مركبةً من روحٍ و دمٍ و جسدحياة الله ليست كحياة المخلوقات، و وصف نفسه بأنه قيوم أي أنه مستغن عنكل شىء و كل شىءٍ يحتاج إليه فالله لا ينتفع بطاعة الطائعين و لا يتضرربمعصية العصاة و كفر الكافرين فمن أحسن فلنفسه و من أساء فعليها و لن يضرالله شىء و ما الله بظلامٍ للعبيد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُأَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فهذه العوالم بما فيها من ملائكةٍ و إنسٍ و جن لا تستغني عن الله طرفةعين و ليس معنى القيوم كما يظن بعض الجاهلين أن الله قائمٌ فينا يحل فيالأجساد تنزه الله عما يقول الكافرون.
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلاَ نَوْم } أي لا يصيبه نعاسٌ و لا نوم لأنه منزهٌ عن التطور و التغيرو الإنفعال فالذي يوصف بالنعاس و النوم يوصف بالتعب و المرض و الموت و منكان كذلك لا يكون خالقاً بل يكون مخلوقاً.
{ لَّهُ مَا فِيالسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } أي أن الله مالك كل ما في السماوات والأرض من ذوي العقول كالملائكة و الإنس و الجن و غير ذوي العقول كالبهائمو الجمادات فالله سبحانه و تعالى هو مالك الملك هو المالك الحقيقي لكلهذا العالم و هو الحاكم المطلق و الآمر الناهي الذي لا ءامر له و لا ناهيله.
{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ }أي لا أحد يشفع عند الله إلا إذا أذن الله له فيوم القيامة الملائكةيشفعون لبعض عصاة المسلمين و كذلك يشفع الأنبياء و الشهداء و العلماءالعاملون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" شفاعتي لإهل الكبائر منأمتي " رواه أبو داود و غيره، أما الكفار فلا يشفع لهم أحد بدلالة قولهتعالى:{ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} أي لا يشفع الشفعاءإلا لمن مات على الإيمان.
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَاخَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء}أي أن أهل السماوات الملائكة و أهل الأرض جميعهم من إنسٍ و من جنٍ لايحيطون بشىء ٍ من علم الله إلا بما شاء أي إلا بالقدر الذي علمهم اللهتعالى إياه قال تعالى:{ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
ومعنى قوله تعالى { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } الكرسيهو جرمٌ عظيمٌ خلقه الله تعالى و هو تحت العرش بمثابة ما يضع راكب السريرقدمه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما السماوات السبع بجنب الكرسيإلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة"و الفلاة هي الأرض البرية أي أن السماوات السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقةملقاة في أرض برية و الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ ملقاةٍ في أرضبرية.
{ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} أي لا يُتعب الله حفظالسماوات و الأرض لأن كل الأشياء هينةٌ على الله فكما أن خلق الذرة هينٌعلى الله فخلق السماوات السبع و الكرسي و العرش هينٌ على الله لا يصعب علىالله شىء و لا يصيبه تعب و في ذلك تكذيبٌ لليهود الذين قالوا إن الله تعببعد خلق السماوات و الأرض فاستلقى ليستريح يوم السبت و العياذ باللهتعالى فرد الله عليهم في القرءان بقوله { وَلَقَدْ خَلَقْنَاالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَامَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} أي ما مسنا من تعب.
{ وَهُوَ الْعَلِيُّالْعَظِيم } أي أن الله عال القدر و ليس المقصود علو المكان لأن اللهتعالى منزهٌ عن الجهة و المكان بل المقصود أنه أعلى من كل شىءٍ قدراً وأقوى من كل قوي و أقدر من كل قادر.
ورد عن رسول الله صلى اللهعليه و سلم في فضل ءاية الكرسي أنه قال يوماً لأحد الصحابة:" يا أباالمنذر أتدري أي ءاية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هوالحي القيوم. فضرب رسول الله عليه و سلم في صدره و قال:" ليهنأك العلمأبا المنذر" و الحمد لله رب العالمين | |
|